فادي ابراهيم يثور بمُفرده في ساحة النور… حتى لا تموت الثورة

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

لم يبقَ من مظاهر الثورة في ساحة النور إلا بضع كتابات على الجدران ورسومات من زمن الإحتجاج. فالساحة التي أُعيد فتح طرقاتها، وأزيلت منها مظاهر الثورة وخِيمها، لم يعد فيها إلا حركة فادي ابراهيم الإحتجاجية.

والثائر ابراهيم من الضنّية، ويقيم في طرابلس. يُحبّ المدينة ويعشقها، كذلك يعتزّ بأصوله. يفترش أرض ساحة النور، ويدثّر جسمه النحيل بالعلم اللبناني، واضعاً عن يمينه إطار سيارة وعن شماله إطاراً آخر ليقي نفسه من السيارات المارّة، وأسند بالحجارة لافتة كُتب عليها: “عم أشحد وطن لأنهم سرقوا وطني…”

مضت ثمانية أيام وفادي على هذه الحال، يفترش أرض ساحة النور مُعلناً ثورته الخاصة التي “لن تنتهي طالما الفاسدون يحكمون، ولو أدّت به إلى النهاية، فهو لا يهتمّ لأنه يبحث عن وطن، أو يشحذ هذا الوطن الذي سرقوه”.

وفي مكان اعتصامه المفتوح في ساحة النور حيث من المُفترض أن يبدأ إضراباً عن الطعام في اليومين المقبلين، التقته “نداء الوطن” وسألته عن سبب اعتصامه بمفرده ونومه على الأرض، فقال: “بدأت ثورتي في شباط 2019 وأفشلها السياسيون والزعران، فلم أيأس. أكملت ثورتي في أيار 2019 من بيروت فأفشلتها حركة “أمل”.

عدت إلى طرابلس وبدأت من شهر آب 2019 أدعو الناس إلى الثورة فقالوا عني مجنون وقتها. قلت لهم: هذا المجنون سيصنع ثورة وسترون، وبالفعل هذا ما كان في 17 تشرين بعد قصّة زيادة غرامة 6$ شهرياً على “الواتساب”. قامت الثورة وكَبُر قلبي ونزلت دمعتي. كنت أرى اللبنانيين يثورون ويملأون الساحات، أنظر إليهم ولا أصدّق ما أرى. كم كان الحلم كبيراً على أساس أنّ الثورة ستنتصر وسنصل إلى ما نحلم به. لكن مع الأسف، الشعب الذي تعوَّد على عبودية الزعيم، عاد وباع الثورة وتخلّى عنها. نعم لقد باعوا الثورة، ولكن أنا لن أسمح لهم، فالثورة ليست ملكاً لأحد، وها أنا أقوم بثورتي هنا بمفردي. أنا موجود هنا في ساحة النور منذ 8 أيام أنام تحت الشمس، لكي أشحذ وطناً لي ولكل الناس. لن يُخرجني من هنا إلا إصلاح وتغيير حقيقي، وتحقيق مطالب الثورة التي نزلنا لأجلها وعطّلها “حزب الله” بسلاحه عندما قال اطلعوا من الشارع، الشارع إلنا مش الكن، وإذا نزلنا مقابيلكن بتعرفوا شو بيصير.

وأضاف: “أنا اللي نَزِلتي مش حيَلاّ نزلي وكلمتي كلمة وأنا باقي هون حتى آخر نفس… فشّلونا عندما أعطوا الوقت لحكومة حسان دياب ثم فشلونا بعدها بحجة “كورونا”… كل اللي عم يحصل تفشيل للثورة وأنا ما بدي الثورة تفشل”.

وأوضح ابراهيم طبيعة عمله قبل الثورة وقال: “أنا فنّي ديكورات كهرباء. هذا عملي بالأصل ولكن أين الشغل اليوم؟ ومين بياخد الشغل إلا السياسيين والمحسوبين عليهم؟”.

وفي رسالة إلى الشعب اللبناني قال: “فِيقوا ونزلوا لأنّو ما رح يضلّلكن شي ورح تترحّموا علي… أنا عرضت كِليتي للبيع ورح بيعا وهاجر وأتشكّى عليكم يا حكّام لبنان الظلام أمام محكمة العدل الدولية”. أما رسالته إلى السياسيين في لبنان عموماً والى طرابلس خصوصاً، فيقول فادي ابراهيم: “كلّهم حرامية ونصابين… كلّ السياسيين بهالبلد كذّابين”.

https://www.nidaalwatan.com/article/25822

Post Author: mayez obeid

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *