صوت الناس

عكار: مايز عبيد – عامر عثمان

تحت شعار ” محبته باتباعه” اقيم مهرجان بذكرى المولد النبوي الشريف، في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في مجمع عمر بن الخطاب التربوي احدى مؤسسات الجمعية الحميدية الخيرية الاسلامية ،التي دعت الى إحياء هذه الذكرى كتعبير عن حب النبي صلى الله عليه وسلم، والدعوة للإقتداء بأخلاقه وشمائله، لما في ذلك من صلاح للنفوس والمجتمعات. فمحبة الرسل واجبة واتباعهم والتأسي بهم سلام ومحبة.

وقد حضر الاحتفال نائب رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار، فضيلة الشيخ الدكتور محمد الحسن ممثلاً رئيس الدائرة مع وفد من مشايخها، سماحة قاضي الشرع الشيخ بلال حمود، مدرس الفتوى وعضو مجلس الأوقاف الشيخ زياد عدرة، وفد من مشايخ الطرق الصوفية في عكار ولفيف من علمائها ودعاتها، منسق عام تيار المستقبل المحامي خالد طه، ووفد من مكتب ومجلس المنسقية، رؤساء اتحادات بلديات ورؤساء بلديات، ورؤساء اتحادات مخاتير ومخاتير، وجمع من مختلف الفاعليات العكارية.

وقد استهل الاحتفال بحمل الرايات الدينية “النوبة” وعلى وقع الأناشيد والمدائح النبوية، بعد ذلك انتقل المحتفون الى القاعة حيث بدأ الاحتفال بتلاوة عطرة للقرآن الكريم تلاها المنشد الشيخ محمد احمد الزعبي، ومن ثم وصلات انشادية لفرقتي الانوار المحمدية وفرقة الزهراء، وقد رحب بالحضور الشيخ أسامة عبد الرحمن الزعبي، ثم تحدث رئيس الجمعية الحميدية الخيرية الإسلامية المحامي خالد محمد الزعبي عن معاني الذكرى، متوجها الى صاحب الذكرى بافضل الصلاة واتم التسليم على من ارسل رحمة للعالمين، وهو القائل عليه الصلاة والسلام انما انا رحمة مهداة، متابعا: “معذرة انني اتكلم عن سيدي رسول الله وانا من انا امام عظمة سيد الخلق، ومن لا يعرف قدره الا من خلقه، ولكنها رغبة ان اقتبس من نور كمالاته صلى الله عليه وسلم، اني اشهد الله سبحانه وتعالى ان دمي وروحي فداء للرسول الاكرم ، لكنني عندما انظر الى واجبات هذا الحب اغض الطرف لانني ارى انني مقصر فيها، ولكن املنا فيما قاله رب العالمين سبحانه وتعالى” من يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا”.

وقال صلى الله عليه وسلم وددت لو أني رأيت اخواني، هم قوم يأتون من بعدي، يود احدهم لو رآني باهله وماله، والله نسأل ان يجعلنا فيمن ذكر فيهم هذا الحديث،  ونكون بقدر هذا الحب بما يتوجب علينا من طاعة لله ورسوله، وذلك بالاقتداء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم بالقول والفعل، وهذا ما يجب ان نعلمه ونعلمه لابنائنا، بان الرسول هو احب الخلق الى الله سبحانه وتعالى، وهو الحائز على كل صفات الكمال، وان محبته من مرتكزات الايمان، وانه واجه الاذى والمشقات حتى يوصل الينا هذا الدين، وكيف كان محبا وودودا، كما يجب ان نعلم ونعلم محبة صحابته له، اليوم ابنائنا واولادنا يتعلقون بالمشاهير من الفنانين والرياضيين وغيرهم، والسؤال ماذا فعلنا مع اولادنا ليكون عليه الصلاة والسلام هو القدوة لهم في حياتهم، ولننشئ جيلا مؤمنا ملتزما بما امر به النبي وبما نهى عنه، حينها لا يجرؤ أعداء هذه الأمة على تدنيس مقدساتها، ونهب ثرواتها، فما يحصل اليوم من استهانة بنا، إنما لأنه هان علينا امر الله وتعاليم رسوله صلى الله عليه وسلم، فسلط علينا شذاذ الافاق وبغاة الامم يقطعوننا مللاً ونحلاً، ويزرعون بيننا الفتن والعداوة والبغضاء، حتى وصل الأمر الى تجرئهم على القدس مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام ومجمع الأنبياء والرسل. ينبغي ان نعي ان حب النبي صلى الله عليه وسلم اذا ما نضج فينا سيثمر صلاحاً في  أمور دنيانا ونجاةً في الاخرة، لان هذا الحب لا ينفصل عن حب الله تعالى وإطاعة أمره”.

نائب رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية فضيلة الشيخ الدكتور محمد الحسن قال” من منبر الجمعية الحميدية الخيرية الاسلامية التي اسست على التقوى والايمان والتي اسست لتحفظ ابنائنا واجيالنا، وتحمله في عقله وقلبه القيم وكيف يحرر المقدسات وعلى رأسها الاقصى المبارك، الذي يأن ويشكي ويبكي، امة قاربت المليارين وظيفتها الشجب والاستنكار” … مذكرا بما فعله صلاح الدين، حينما وضع نصب عينيه تحرير القدس وحررها، واليوم بعد ان اتى قرار الرئيس الاميركي المسعور بجعل القدس عاصمة للدولة العبرية، والامة غضبت وشجبت واستنكرت، لكن ذلك ان دل على شيء انما يدل على الذل والهوان، لان المقدسات لا تحرر بالبيانات والاستنكارات، ” وانا من على هذا المنبر وفي هذه الذكرى اقول عذرا رسول الله، ما اوفيناك حقك، انت قدمت وضحيت وتعبت، ونحن المؤتمنون على شرعك وعلى دينك اثرنا هوانا على هواك ودنيانا على دينك، فكانت لنا كربة ما بعدها كربة ضعف وذل وهوان، عذرا يا رسول الله يا من آثرت ان تبكي حتى لا تبكي هذه الامة، يا من آثرت ان تجوع كي لا تجوع هذه الامة ، عذرا ما اوفيناك حقك، عذرا رسول الله”.

وفي الختام اقيمت حلقات الذكر ووزعت الحلوى على الحاضرين . هذا مع العلم ان احياء المهرجان اتى تتويجا لأسبوع من النشاطات المختلفة التي اقيمت في مدارس الحمعية الحميدية كافة، شارك فيها طلاب ومعلمي الجمعية، تضمنت اشغال يدوية وفقرات انشادية، ومسابقات في السيرة النبوية، وحواجز محبة تعبيرا عن حبهم لرسولهم الكريم واقتداءً به وبنهجه.