هل كان كلام الحريري حمّال أوجه؟

لا أحد حتى الآن يعلم ما إذا كان الحريري ترك الخيار للنواب من خارج التنظيم بالترشح أم لا، وهناك أكثر من مقولة في هذا الخصوص. أتى رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري في آخر زيارة إلى لبنان قال كلامًا عن تعليق العمل السياسي ومشى.

هل كان كلام الحريري فضفاض لدرجة أن كل من أراد أن يبحر في بحره يجد ضالته في مياهه. فمن كانت عنده الرغبة بالعزوف عن الإنتخابات وجد في هذا الكلام المنجى، ومن أراد أن يستكمل المشوار إعتبر أن “تعليق العمل السياسي يسري على المحازبين ولا يسري على الحلفاء والأصدقاء”.

لكن ثمة من يقول، أن الحريري القادم في 14 شباط لإحياء ذكرى اغتيال والده السابعة عشر، رمى للجميع طعمًا أراد من خلاله أن يعرف من سيلتزم ممن حوله بقراره ومن لا يلتزم.

كلها تكهنات لن يحسمها إلا مجيء الحريري نفسه وأن يفصح عن الكلام المُباح في هذا الشأن.

وعلى مقلب الإنتخابات مجددًا، انشغلت الأوساط العكارية في الأيام الأخيرة، بالتسريبات التي تحدثت عن حراك لتشكيل لوائح يجري في بيروت، قوامه نائبا المستقبل هادي حبيش ووليد البعريني. فبعد أن كان الكلام يدور عن أن الإثنين على نفس الخط يشكلان اللائحة ذات الطابع المستقبلي معًا، جاءت التسريبات الأخيرة لتقول بأن كل من الإثنين يسير على خط معاكس للآخر، حتى اصطدمت الأمور بعقدة من سيترأس اللائحة؟ وهل هو المرشح الماروني أم المرشح السني؟. في السياق قرأت أوساط متابعة كلام البعريني أنه سيترأس اللائحة وأن الرئاسة يجب أن تكون للمرشح السني؛ من هذا الباب، تمامًا وكأنه كان رد على كل الكلام الذي قيل في الأيام الأخيرة بأن حبيش يسعى لترئيس اللائحة لغير البعريني. وفي حين أكد البعريني التزامه سقف الحريري السياسي لكنه جزم أنه مرشح تخت هذا السقف. كلام البعريني استتبع ببيان للنائب هادي حبيش نفى فيه مجددًا العمل على تشكيل لائحة أو تنظيم لقاءات لهذا الغرض واستتبع بأنه “لن يحسم قرار ترشحه قبل مجيء الحريري إلى لبنان في 14 شباط”. وعن كلام حبيش يرى متابعون أنه “عودة من الأخير إلى الصف بسرعة، مستدركًا أن سعد الحريري قال كلمة  اسمها تعليق العمل السياسي، لم يقل ترشيحات ولم يقل لوائح. من المبكر أن نفتح النار من حولنا وعلينا وقد يكون للرجل لاحقًا كلام آخر”.

وبين كل من موقفي البعريني وحبيش، تعود الأمور إلى السؤال ذاته:”هل قال الحريري لا ترشح للمنظمين فقط، أم لكل من اجتمع يومًا ما كنائب تحت قبة قاعة بيت الوسط؟”.

مصدر رفيع في تيار المستقبل قال لموقعنا “الحريري كان واصحًا بعدم ترشح كتلة المستقبل إلى الإنتخابات، وهذا ما يفسّر صمت رئيسة الكتلة بالكامل حيال الأمر”.. ربما على هذه القاعدة يكون استدرك حبيش السقطة، بعدما اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي موجة انتقادات من أنصار المستقبل، مستهجنة حديث نواب الكتلة عن اللوائح والإنتخابات، وحبر كلام الحريري ودموعه لم يجفا بعد.

Post Author: mayez obeid

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *