حتى الآن يمكن وصف الإجراءات الحكومية حيال قضية غرق زورق الموت في طرابلس بـ «اللا شيء ». لا شيء يُذكر قامت به الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي تجاه كارثة بهذا الحجم حلّت على مدينة رئيس الحكومة كنكبة بكل معنى الكلمة.
لعلّ رئيس الحكومة يعتبر نفسه أدّى قسطه للعلى بتصريح كلامي أعلن فيه تعاطفه مع أهالي الضحايا والسلام. وحده اللواء أشرف ريفي من بين سياسيي المدينة تحسّس وجع الأهالي من اللحظة الأولى لحصول الحادثة وخلال الأيام التالية لها. لم يركن ريفي لوعود الحكومة وتصريحات مسؤوليها لأنه يعلم تمامًا أنها لن تتعدى التصريحات، ولن تقدم هذه الحكومة لتهدئة خاطر الأهالي المنكوبين إلا التصريحات ففاقد الشيء لا يعطيه. الحقيقة المرّة قالها ريفي من الضنية «جثث أهلنا تنتظر من ينتشلها، فيما الحكومة غارقة بتهريب ملف الكابيتل كونترول لتبرير السرقات.. أرواح ضحايانا غالية وصبرنا نفد، ولن نهدأ قبل استقدام أحدث الآلات والتقنيات لانتشال ضحايانا». بهذين الموقفين أكد ريفي المؤكد فبالُ الحكومة مشغول بأمور أخرى؛ وهموم طرابلس بلا شك ليست من ضمنها. كما أعطى ريفي للأهالي جرعة أمل بأن هناك مسؤول في هذا البلد يقف معهم ويشاركهم وجعهم.
في السياق تشير المعلومات لموقعنا إلى أن ريفي وفي ترجمة لهذا الإتجاه قد نسّق مع قيادة الجيش خطوات باتجاه البحث وانتشال الزورق الغارق واتفق مع شركة لبنانية بخبرات محلية ودولية، من أجل تحديد مكان الزورق وانتشاله، وأن العمل سيبدأ خلال ساعات ريثما يسمح الطقس بذلك. قام ريفي بما عجزت عنه الحكومة ورئيسها الذي يتجاهل طرابلس وقضاياها بالكامل.
خطوة ريفي هذه بالتعاون مع قيادة الجيش قد هدّأت من روع الأهالي واعطتهم جرعة طمأنينة رغم أن جرحهم كبير في وقت عجزت فيه الحكومة التي يرأسها إبن المدينة ميقاتي عن تقديم أي شيء يثلج صدور الأهالي المكلومين لا بل استكثرت عليهم زيارة مواساة، على الرغم من أن هؤلاء الغرقى قد هاجروا في عرض البحر هربًا من هذه الحكومة ومن سياساتها التي أوصلتهم وأوصلت البلد إلى هذا الجحيم القاتل.
