لم يعد مشهد النفايات المتراكمة في شوارع وطرقات عكار وأحيائها مجرد مشهد يؤذي النظر ففط، إذ ثمة أضرار ومخاطر كبيرة على البيئة والمجتمع والصحة العامة، من انتشار الروائح الكريهة والحشرات.
عجز البلديات عن رفع النفايات نتيجة أزمة شح السيولة المعروفة، لا يلغي بأن هناك دورٌ على المواطن وعليه القيام به، وأقله التعبير عن استعداده لدفع هذه المبالغ الشهرية الزهيدة التي تطلب منه، والتي لا تتجاوز سعر علبة دخان.
رئيس بلدية “ببنين – العبدة” الدكتور كفاح الكسّار المستشعر لحجم المخاطر تلك، بادر مع رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة نائب عكار سجيع عطية، انطلاقًا من كونه على اطلاع بحجم الأزمة وبالواقع الضاغط، للإسراع بعقد اجتماعين منفصلين، الأول حصل قبل أسابيع، مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، والثاني مع وزير البيئة ناصر ياسين اليوم، بهدف طرح أزمة النفايات المتفاقمة، وضرورة إيجاد حلول سريعة لها، وقد وعد وزير البيئة ناصر ياسين بزيارة المنطقة الأسبوع المقبل مع فريق من المختصّين لوضع رؤية وخطة لحلها.
وفي اللقاء مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي طرح الكسّار المشكلة ذاتها مؤكدًا ضرورة وقوف وزارة الداخلية إلى جانب البلديات وتأمين مستحقاتها حماية للبنان بشكل عام ولعكار بالأخص من الكوارث المنتظرة.
وفي السياق دقّ رئيس بلدية ببنين- العبدة الدكتور كفاح الكسّار ناقوس الخطر حيال أزمة النفايات في عكار وقال عن فحوى الزيارتين:” مما لا شك فيه أن النفايات باتت قنبلة موقوتة أو حتى قنابل بكل ما تحمله هذه الجملة من المعاني. وأنا هنا أهوّل نعم أهوّل فالمأزق بات كبيرًا جدًا وإذا لم يسارع كل المعنيين لوضع كتف على كتف لحلّه فإننا ذاهبون نحو كوارث لا تُحمد عقباها”.
وأضاف الكسّار “لقد عشنا في بلدتي ببنين في الأسابيع الماضية تحت هول وباء الكوليرا والكل يعرف ما حدث، وإنني الآن وانطلاقًا من مسؤوليتي أحذر بأن أي تقاعس عن حل أزمة النفايات قد يؤدي لظهور أوبئة أخرى لا يعلمها إلا الله”.
ويتابع “لذلك أردت أن أضع الجميع أمام مسؤولياتهم. ومن هنا جاءت زيارتيّ إلى كل من وزير الداخلية ووزير البيئة بمعية الصديق النائب سجيع عطية”.
ولفت الكسّار إلى أن على المواطن أيضًا مسؤولية بأن يتعاون مع البلدية بما يطلب منه، مع تفهّمنا للواقع الصعب الذي يمر به الناس، لكن حماية المجتمع من كوارث صحية وبيئية مهمة سامية تسمو فوق كل المهمات. فنحن نتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية فليتحمل المواطن الجانب الأصغر منها، وإلا فإننا متجهون نحو الأسوأ في الملفين الصحي والبيئي”.
وتمنّى الكسار بالمقابل على إدارة مكب سرار “أن تكون أكثر مرونة في التعاطي مع البلديات المأزومة، مع علمنا بما تعانيه من جهتها، وأن نتقاسم هذه الأحمال معًا، شعورًا منها بالمسؤولية المشتركة التي نتحدث عنها، حتى نتمكّن جميعًا من اجتياز هذه المرحلة الصعبة بأقل ضرر”.
