القاضي عريمط: أهل السنّة هم تاريخيًا حُماة القضية الفلسطينية

أكثر من علامة استفهام تُطرح اليوم حول موقف المسلمين من اهل السنة والجماعة؛ من اندفاع بعض شبابهم للمشاركة في الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزه وفلسطين والرد العسكري لحماس و مساندة حزب الله لهذا الرد على هذا العدوان الإسرائيلي. زد على ذلك حماسة بعض المفتين ومنهم مفتي زحلة والبقاع الذي كان يحمل رشاشا خلال تشييع أحد كوادر الجماعة الإسلامية الذي قضى في غارة إسرائيلية؛ والآخر وآخر يعتبر الحزب قدس الأقداس.

رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط وفي أول حديث له ل”المركزية” بعد عودته من رحلة العلاج يؤكد أن “الموقف الإسلامي عموما لا يختلف عن الموقف اللبناني وفريق 14 آذار الذي رفع شعار حرية وعروبة وسيادة لنان ، وهم بصورة عامه ضد أي نفوذ إيراني على الأراضي اللبنانية سواء كان سياسيا أم عسكريا أم إجتماعيا، وهم بصورة أكيدة مع سيادة لبنان على ارضه وحريته واستقلاله؛ ومع إقامة أفضل العلاقات مع أشقائه العرب. ويؤكد على ذلك تحرك المسلمين السنة ودورهم الاساسي في انتفاضة 14 آذار”.

يضيف” المسلمون من أهل السنة والجماعة هم تاريخياً حماة وفرسان القضية الفلسطينية منذ بداية نشأتها على أثر سقوط الدولة العثمانية والإنتداب البريطاني ومن بعدها الإحتلال الإسرائيلي. والعرب بمسلميهم ومسيحييهم متضامنون مع القضية الفلسطينية وقد قدّموا مئات الالاف من الشهداء لتحرير فلسطين .ثم أن هناك الكثير من قادة الفصائل الفلسطينية من العرب المسيحيين ؛كما من العرب المسلمين.إذا القضية بالنسبة إلينا كمسلمين من أهل السنة والجماعة هي قضيتنا المركزيه ؛ كانت وستبقى لتحرير الارض المباركه واقامة الدوله الفلسطينية العربية الحره وعاصمتها القدس الشريف ؛ اضافة الى ذلك فهي قضية حق؛ وقضية عادلة وهي وموضع اهتمام العرب والمسلمين منذ نشأتها وحتى الآن”.

اليوم ثمة من يحمل البندقية ويقاتل بها في الداخل بإسم القضية الفلسطينية .أكثر من ذلك فهو وبإسم نصرة الفلسطينيين وأهل غزة يعلو على سيادة لبنان ويحوله إلى ساحة صراع وتنفيذ أجندة المشروع الإيراني. ومن هنا السؤال: ما هو موقف المسلمين السنة مما يحصل سيما وأنهم متضامنون مع القضية الفلسطينية؟

“فليسمح لنا من يحمل البندقية اليوم بإسم فلسطين والقضية الفلسطينية. نحن أهل القضية الفلسطينية وحماتها وفرسانها وشهدؤها وأساسها، قاتلنا المشروع الصهيوني منذ وعد بلفور ولا زلنا وسقط منا في لبنان وسوريا ومصر والعراق والسعودية وغيرها مئات الالاف من الشهداء لاجل فلسطين وقدسها بمساجدها وكنائيسها ؛ وعلينا أن نفرِّقَ تماماً بين احتضاننا للقضية الفلسطينية المحقه والعادله؛ وبين المحور الصفوي الإيراني الذي يعبث بأمن المنطقة في لبنان والعراق واليمن وسوريا وذلك بإسم القضية الفلسطينية. إذا نصرتنا للقضية الفلسطينية شيء، وموقفنا من المشروع الصفوي الإيراني في لبنان والمنطقة العربية شيء آخر ٠ نحن ضد المشروع الإيراني في لبنان والمنطقة ككل، وضد المشروع الإسرائيلي في فلسطين والمنطقه العربية، ونرفض أي هيمنة أو نفوذ لهذا المشروع او ذاك في المنطقة العربية ؛وخصوصا في لبنان؛ ونسعى وسنبقى نسعى لتحرير فلسطين من الإحتلال الإسرائيلي، ومن الدول الغربية المساندة للحركة الصهيونية وفي طليعتها أميركا”.

وعن موقف دار الإفتاء من مشاركة “الجماعة الإسلامية” في الحرب إلى جانب حزب الله يقول القاضي عريمط:”الجماعة الإسلامية هي تنظيم سياسي له مصالحه وتحالفاته كباقي التنظيمات السياسية على الساحة اللبنانية، ولا يمكن أن نقول بأنه يعمل بتوجيه من مرجعية هذه الفئه او الطائفه أو تلك سواء كانت مرجعية سياسية أوالدينية٠ وعلينا أن نميِّز، وبغض النظر عن موقفنا من الجماعة الإسلامية أن هذه الأخيرة تعمل كفصيل مستقل وتتماهى مع حزب الله .ولسنا مع هذا التماهي؛ علما أنها تناصر القضية الفلسطينية من منطلق عدالتها وحق شعبها بتحرير ارضه واقامة دولته على ترابها . أما إلى أي مدى تعمل الجماعة الإسلامية بالتنسيق مع حزب الله، فهذا السؤال يُطرح على قيادتها فهي الادرى والاعلم بذلك وعليها تدرك ان لايران مشروعها ومصالحها المتناقضه في كثير من الأحيان مع المصلحه العربية والاسلامية “.

بالتوازي يشدد القاضي عريمط على ضرورة التمييز في دور الجماعة “فهم جزء لا يتجزأ عن المسلمين السنة في لبنان؛ وهم يعبّرون عن تنظيمهم السياسي الذي ينتمي إليه بعض المسلمين السنّة، وليس المسلمين السنه بصورة عامه ؛لكن هذا التنظيم واعني به الجماعة الاسلاميه ؛له آراؤه وفلسفته ونظرته ومصالحه وأجندته الخاصة به. ولا نستطيع القول بأن أي تنظيم سياسي يمكن له ان يختصر دور ورسالة المسلمين السنّة في لبنان. فالجماعة هي جزء من المسلمين السنة؛ وليست كل المسلمين السنَة. وهي كما سواها من المجموعات الأخرى سواء كانت مسيحية ام مسلمة التي تتوهم وتظن أن المشروع الإيراني يهدف إلى تحرير فلسطين، والحقيقة المره والواقع العملي يؤكد أن القضية الفلسطينية في مكان، والمشروع الإيراني في مكان آخر. ونحن نواجه هذا المشروع وغيره من المشاريع بالتعاون مع الأشقاء العرب في موقفنا الرافض للدور الايراني ومشروعه الصفوي الذي زرع الفتنة والشقاق بين ابناء الشعب الواحد في العديد من الاقطار العربية وحتى الاسلامية ؛ ونقول للمشروع الصهيوني التلمودي ولايران:إرفعوا أيديكم عن لبنان وعن قضايا العرب فالعرب بدولهم الممتده من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي أدرى بمصالحهم وأقدر على حلّ مشاكلهم سواء كان ذلك مع العدو الإسرائيلي أو مع أي طرف اقليمي او دولي يمس او يطمع بالأرض العربية عموما ؛واللبنانية خصوصا”.

ثمة من ربط بين الزيارة التي قام بها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتيي المناطق إلى المملكة العربية السعودية وبين الدور العسكري الذي تقوم به قوات الفجر الجناح العسكري للجماعة الاسلامية في لبنان في إسناد حزب الله في حرب غزة.

وفي هذا السياق يوضح القاضي عريمط “أن المملكة العربية السعودية حريصة على وحدة لبنان وسيادته وعلى عدم التدخل في الشأن اللبناني كما في أي شأن دولة عربية اخرى، لكنها تعمل بأستمرار على دعم لبنان الدولة والمؤسسات واحتضان شعبه بدون تمييز أو تفريق؛ كما عملت ودعمت واحتضنت القيادات اللبنانية في مدينة الطائف السعودية ؛ لتتوافق فيما بينها على اقرار وثيقة الطائف التي أنهت الحرب العبثية على الساحة اللبنانية . وفي هذا الإطار تأتي زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتيي المناطق وهي جاءت بناء لدعوة رسمية كريمه من المملكة السعودية لأداء مناسك العمرة والتباحث مع مفتي الجمهورية ومن معه في الشأن اللبناني عموما والإسلامي الديني خصوصا”.

ويختم القاضي عريمط إلى أن اهتمام المملكة بالشأن الديني شأنه كشأن اهتمامها بباقي المراجع الدينية اللبنانية . إذا علاقة المملكة إيجابية مع كل المراجع الدينية والسياسية الحريصة على سيادة وعروبة واستقلال لبنان ؛ وهي اي المملكه ؛لم تتدخل يوما لدعم فئة على أخرى من اللبنانيين؛ وهي لم تسعى او تعمل لانشاء مليشيا أو فئه مسلحه مرادفه للقوى المسلحه الرسمية كغيرها من الدول ؛ وهدف السعودية وهمها الأساسي سيادة وعروبة وحرية لبنان وعدم انحيازه.الى هذا المحور أو ذاك سواء ؛كان هذا المحور عربيااو اقليميا او حتى دوليا “.

Post Author: mayez obeid

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *