هنّأت الزاوية القادرية في عكّار، اللبنانيين عامة، والمسلمين خاصة، بحلول عيد الفطر السعيد. وقالت الزاوية في بيانٍ للمناسبة: “يرحل شهر الخير، وأحبّ الشهور، حاملاً معه وفي جعبته أعمالنا إلى الله. فنسأله تعالى أن يتقبَّلها ويجعلها في ميزان حسناتنا يوم القيامة وأن يبيّض صحائفنا ويجمّل برحمته صنيعنا”.
أضاف البيان: “عساك تعود يا أحبّ الشهور، وتجدنا في أحسن حال لنصوم نهارك، ونقوم ليلك، ونحمد الله ونكون من المنصورين بإذنه”.
وعرّجت الزاوية في بيانها، على ما تشهده الساحة الإسلامية في زماننا، من أفعالٍ منكرة، لا تشبه الإسلام في شيء. ظاهرها لا يشبه باطنها. ويقوم بها بعض المحسوبين. فالظالم لا يجد رادعًا، وأحيانًا يجد من يعينه على ظلمه. والمفتري يزداد في غيّه، يغتب الناس، ولا يقيم وزنًا لدينٍ أو لشرع. قال تعالى في الحديث القدسي الذي يرويه نبينا ﷺ عن ربنا: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا؛ فلا تظالموا”.. فأين الظالمون من كلام الله؟ وأين بعض من ينطقون بكلام الله من تطبيقه على أفعالهم وسلوكياتهم؟. فالتقوى أيها المؤمنون، هي فعل سلوك، وممارسة تبدأ من النفس ثم تطبّقها باقي الجوارح، فتجعل صاحبها يرتقي إلى أسمى مراتب العبادة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «التقوى ها هنا»، وأشار إلى صدره ثلاث مرات))؛ (رواه مسلم).
ولفتت الزاوية القادرية في عكّار إلى أنّ من أسمى عظات رمضان أنه شهر المحبة والوحدة. وليس المقصود بالوحدة فقط، أن يجتمع البعض على مأدبة، فهذا تضييق لشمولية الدين وعِظم معانيه. إنما الوحدة تتجلّى في الشهر الكريم، ثقافة وجهوداً وقلوبًا مضبوطة الخطى جمعاء، على دربٍ واحدٍ لمصلحة الجميع. ولو كان لرمضان لسانٌ ينطق لأمرنا بتقوى الله في أمرنا. فالرحمة عامّة لا تعرف التمييز. والتقوى الحقّة، ألا يكون الواحد منّا شيطانًا بلبوس الآدميين، يتمرّد على الله وعباده في السرّ، ويباهي بثوب الطّهارة في العلن، وهو يعرف أن الله لا تخفى عليه خافية.
وختامًا: فطر مبارك .. جعلنا الله وإياكم ممن يتَّقوه في السرّ والعلن.. وكل عام وأنتم إلى الله أقرب..