إعتراضات واسعة على مطمر الفوار: صحتنا أولًا

كتب مايز عبيد في صحيفة نداء الوطن:

موجة واسعة من الإعتراض والرفض يواجهها مطمر “الفوار” المقترح من قبل وزارة البيئة. فمن على كتف المطمر المزمع إنشاؤه في منطقة الفوار أعالي البداوي، نصب شباب المنطقة خيمهم اعتراضًا على القرار بإقامة المطمر هناك.

ويقول المعتصمون بأن الأرض “المطروحة للمطمر هي ملك رجل الأعمال جهاد العرب منذ العام 2015 ولقد تبلّغنا خلال زيارة وزير البيئة فادي جريصاتي إلى هنا هذه النقطة (الأرض)، هي الأنسب لإقامة المطمر، لكن جريصاتي تبلّغ من الأهالي الرفض الكامل لهذه الخطوة وأنهم سيعارضونها بأجسادهم إن اقتضى الأمر.

رئيس جمعية إنماء قرى قضاء زغرتا مصطفى العويك تحدث باسم المعتصمين في خيم الفوار فقال:” نحن لا نعترض بشكل عشوائي على المطمر لمجرد الإعتراض، بل بشكل علمي لأن هناك أسباب علمية تَحُول دون إنشاء المطمر. وهناك تواجد كثيف للوحدات السكانية بما يخالف معايير وزارة البيئة التي تقول بأن يكون المطمر بعيد عن الأماكن السكنية مسافة 1000 م.. عند هذه النقطة المقترحة كمطمر المسافة بينه وبين المساكن لا تتعدى ال 10 أمتار وهناك مساكن للجيش ومدارس وهذه المعايير غير متوفرة هنا. وشدد على أنه “لا أحد يستطيع أن ينفذ هذا المطمر بالقوة ونحن من نعيش على هذه الأرض في النهاية”.

إعتصام الإثنين
وكان لافتاً في اعتصام الإثنين الحاشد مشاركة أهالي من طرابلس والمنية والضنية وعكار ومناطق أخرى ما يشير إلى الرفض العارم في هذه المنطقة للمطمر الذي تتصاعد منه رائحة الفساد. وجدد رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي في اتصال مع “نداء الوطن”: معارضة المجلس البلدي وأهالي المنطقة للمطمر مؤكدًا “الوقوف في وجهه حتى آخر لحظة وإن صحة أولادنا هي الأولوية فهذه المنطقة تحتاج إلى تنمية وليس إلى مطامر”.

وعن الرأي العلمي البيئي سألنا الخبير البيئي الدكتور جلال حلواني الذي قال ل “نداء الوطن”: إن الأرض المقترحة لإقامة المطمر سبق وتم طرحها قبل 3 سنوات وأجريت دراسة بيئية عليها وكانت النتيجة أن الموقع غير صالح لعدة اعتبارات، منها وجود تشققات في الأرض بسبب وجود كسّارة سابقة ووجود مجرى مائي تحت الأرض يخزن المياه الجوفية وتم دراسة الحركة الهوائية وكانت النتيجة سلبية.

أضاف:”أستغرب اليوم كيف يُعاد النظر بهذا الموضوع لأن الموقع غير صالح تمامًا. وجود مطمر واحد لخمس أقضية يخالف قرار وزارة البيئة التي تقول بأن لكل قضاء أو اثنين مطمر واحد إلا يسبب زحمة سير .. يجب تخصيص موقع واحد لكل قضاء أو اثنين مع دراسة حالة التربة. ولو أخذنا منطقة الضنية مثلاً فإن نسبة النفايات العضوية أكثر من 65 % يمكن الاستفادة منها لإنتاج “كومبوست” ويمكن الإستفادة منه في المكان نفسه. وبالتالي فإنّ اتحاد بلديات الضنية يمكن أن ينشئ مركز لإدارة النفايات يتم تحويلها إلى كومبوست وتوزيعها على البلديات والإستفادة منها. أما خيار الطمر الشامل فهو خيار غير مقبول، إذ يجب الإستفادة من النفايات عبر إعادة تدويرها بنسبة 70 % وأن لا يتم حمى إلا نسبة قليلة يجب أن لا تزيد عن ال 30 % كحدها الأقصى”.

والجدير بالذكر أن المطمر الذي يقع في أعالي طرابلس إن تم، يأتي قبالة مكب الميناء ليجد أبناء طرابلس أنفسهم بين فكّي مطمر و مكب واحد من فوق وواحد من تحت وكأنّ المدينة قد طوّقت بالنفايات..الأهالي والمعتصمين في خيم الفوار ينادون: مناطقنا بحاجة إلى التنمية الإجتماعية. مناطقنا بحاجة إلى الدولة ومشاريعها ولسنا بحاجة إلى نفايات ومطمر.

المصدر: نداء الوطن
https://www.nidaalwatan.com/article/1987-إعتراضات-واسعة-على-مطمر-الفوار-صحتنا-أولا

Post Author: morheb

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *