المراد: الرئيس الحريري ضمانة للإستقرار السياسي باعتراف الجميع
حلّ أمين سر هيئة الإشراف والرقابة في تيار المستقبل المحامي محمد المراد ضيفاً على إذاعة طريق الإرتقاء ضمن برنامج “في الصميم”، للحديث عن إستقالة الرئيس سعد الحريري وتداعياتها. المُراد وكعادته عبّر بشكل واضح وجليّ عن موقف تيار “المستقبل” من الأزمة الحالية ورؤيته للمرحلة المقبلة.
الإستقالة أحرجت الفريق الآخر
ففي شأن استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة أكد المراد “أن الإستقالة أحدثت صدمة لدى الجميع وكانت مفاجِئة أيضاً. وهذه الإستقالة لها أسبابها الموجبة، وهي أحدثت أيضاً إحراجاً كبيراً في صفوف حزب الله وإيران والفريق الذي يدور في فلكهما. لذلك وبعد هذه الإستقالة رأينا كيف تشكّلت غرفاً إعلامية سوداء هدفها التصويب على الرئيس الحريري والمملكة العربية السعودية من أجل التعمية على أسباب الإستقالة الحقيقية، والقول أن الرئيس الحريري هو مرغم ومدفوع على هذه الإستقالة لإفراغ الحدث من مضمونه وتحويره عن أهدافه الحقيقية”.
الإلتفاف الشعبي
المراد رأى أن الإلتفاف الشعبي موجود حول الرئيس سعد الحريري في الأساس فهو رئيس حكومة لبنان، لكن البيان الذي تلاه الحريري وما تخلله من تعداد للأسباب التي دفعته لهذه الخطوة، وفي طليعتها التدخل الإيراني السافر في لبنان وفي المنطقة العربية عبر أذرع إيران في المنطقة ومنها حزب الله في لبنان، هو أمر يحكيه الجميع في مجالسهم ولم يعد خافياً على أحد والرئيس الحريري بهذا الخصوص تكلم بلسان كل اللبنانيين الذي أبدوا كل التأييد لمواقفه حتى أولئك الذين ليسوا في فلك تيار المستقبل قبل هذه الإستقالة. الكل متفق على أن هناك احتداماً كبيراً في المنطقة وهناك تقارير وأدلة والأسرار أخطر من ذلك بأن حزب الله ضالع في هذا الإحتدام من خلال تورطه بالعمل على زعزعة أمن واستقرار الدول العربية والخليجية.
ما بعد الإستقالة
المراد يرى أن ما بعد الإستقالة ليس كما قبلها، وحديث الرئيس الحريري التلفزيوني الأخير يوم الأحد أيضاً جاء ليؤكد ذلك. لا يمكن بحسب المراد أن تستمر الأمور كما كانت تسير، هناك الحاجة إلى إعادة صياغة التسوية السياسية في البلد بشكل يعيد للدولة اعتبارها ويعيد إلى سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري إعتبارها العملي التطبيقي أيضاً وهذا ما أكده الرئيس سعد الحريري في مقابلته الأخيرة، وبأن التزام النأي بالنفس بشكل حقيقي هو الذي سيقود إلى تسوية حقيقية ونهائية.
أما فيما خص مطالبة فريق الثامن من آذار بعودة الحريري إلى البلد فيشير المراد بالقول “فجأة هبطت المحبة والغيرة على الرئيس الحريري بعد أن كانت كرهاً وهو ما يسمى بدقّ الإسفين بين الفريق السيادي والمملكة العربية السعودية. الكل يشهد أن المملكة العربية السعودية لم تكن ولا يوم من الأيام، من تاريخ تأسيس هذا البلد، إلا إلى جانب لبنان وإلى جانب إستقراره وسيادته”. وبحسب المراد فإن حزب الله “يتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة، لاسيما في اليمن والكويت والبحرين . هنا لا بدّ من التذكير باكتشاف خلية العبدلي في الكويت والتي أخذها الرئيس الحريري بصدره وحاول حلها مع القيادة الكويت بما لا يرتّب أي تبعات على الدولة اللبنانية وعلى العلاقة بين البلدين الشقيقين”.
زيارة الراعي إلى المملكة
زيارة البطريرك الراعي مهمة جداً في التوقيت والمضمون بالأخص في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة. فهي من ناحية وكأول زيارة لبطرك ماروني إلى المملكة، تؤكد انفتاح المملكة على الجميع في لبنان وتساهم في تعزيز العلاقة بين المملكة ولبنان. نحن نشدد على أهمية الحالة التضامنية التي حصلت في البلد، طبعاً موقف دار الفتوى وسماحة المفتي كان أمراً مهماً وهذا التضامن الوطني الذي رأيناه إنما يؤكد على أن جميع اللبنانيين مع مطلب النأي بالنفس والنأي بلبنان عن أزمات المنطقة.
وختم المراد بالقول “أطمئن الجميع بأن الرئيس الحريري عائد من أجل أن يقود دفة العمل السياسي في البلد التي اهتزت وترنحت كثيراً بغياب الحريري كمرجعية وطنية عن المشهد السياسي في الأسبوع الماضي”.