المنية والشمال على موعد مع سلسلة مشاريع هامة و”ميرادور “2: إنماء وفرص عمل

هي أيامٌ قليلة وتبدأ المرحلة الثانية الجديدة من مشروع “الميرادود” من “تربل” إلى “مرياطة – دير عشاش” بإطلالات خلابة وساحرة. ويعدّ المشروع بنسخته الثانية امتدادًا للنسخة الأولى التي اشتملت على سلسلة مشاريع تنموية في أعالي المنية، من (فيلل وعقارات ومطاعم ومتنزهات وقاعات وأماكن مفتوحة للأنشطة المحتلفة)، وقد أحدثت نقلة نوعية في مجال التنمية الإقتصادية والإجتماعية لمدينة المنية والشمال.
وشكّل المشروع حاضنة عمل كبيرة للمنطقة، وأسهم في تحريك الوضع الإقتصادي من كافة الجوانب. وينتظر من المشروع بنسخته الثانية، أن يعزز من الفرص الإستثمارية في المنطقة، ويساهم في دعم الاقتصاد الوطني واقتصاد المنطقة وتعزيز الأطر التنموية المنشودة لا سيما في هذه الظروف الصعبة. وفي المرحلة التانية من “الميرادور” سيتم إنشاء مجمع تجاري ضخم Mall ومدرسة ومستشفى وفندق ومنطقة سكنية ومنطقة النشاطات التي تشبه إلى حد بعيد قرية قرنعون البترونية، وستشكل وجهة سياحية هامة للمنطقة. بهذا الشكل وبهذه المواصفات ستشكل “الميرادور 1 و 2” الوجهة المثلى للسكن والراحة والإستجمام، والعمل والنشاط في نفس الوقت، بحيث ستشمل على جميع الخدمات والإحتياجات اللازمة لمن يبحث عن العمل في أجواء من الراحة بعيدًا عن الضغط وجو الصخب.

وكما احتضنت جبال المنية التواقة إلى الإنماء مشروع “الميرادور”، يحتضن أحمد علم الدين (الدوري) صاحب المشروع، أهله وأبناء منطقته، ويعرب عن ذلك بوقوفه إلى جانبهم في جميع المناسبات. فلم يكن مشروع “الميرادور” بداية العهد معهم أو نهايته. فقبله وبعده كان الإهتمام مستمرًا ووقوف الدوري إلى جانب الناس لم ينقطع. فخلال الأزمة المعيشية التي يعيشها لبنان منذ ما يقارب السنتين، توسّع نشاط أحمد علم الدين وتوسّعت تقديماته عبر مؤسسة “الميرادور” وتجلّى الأمر بسلسلة مشاريع هدفت إلى مساعدة الأهالي في تأمين فرص عمل بديلة خاصة لمن حرمتهم الأزمة من أعمالهم، بالإضافة إلى مشاريع التمكين التي تساعد الأهالي والعائلات على الصمود والتصدّي للأوضاع الصعبة.

مشروع “إزرع منتوجاتك بأرضك”:
شجّع هذا المشروع الأهالي على استثمار أراضيهم والإستفادة منها ومن كان في السابق بعيدًا عن أرضه عاد إليها من خلال تأمين “الميرادور” الشتول وتوزيعها بالمجان عليهم، بعد أن تم التعاقد مع عدد من مشاتل المنية لتلبّي حاجات الناس من الشتول والزروع، وسط ارتفاع أسعار البذور والشتول وعدم قدرة الناس على تأمينها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار. يشدد الأهالي والمزراعين الذين التقيناهم في خلال إعداد هذا التقرير على “أهمية مشروع إزرع منتوجاتك بأرضك وعلى أهمية خطوة علم الدين التشجيعية هذه، لأنها فتحت بالنسبة إليها آفاقًا جديدة وشكّلت بارقة أمل أمامهم”. ويشار إلى أن تقديمات المشروع لا زالت مستمرة للسنة الثانية على التوالي بتوزيع الشتول على المزارعين والأهالي.

مصنع الكِمامات الطبية:
ومع دخول لبنان مرحلة التفشي المجتمعي لجائحة كورونا كان أحمد علم الدين الدوري السبّاق في مواكبة وتغطية النقص الحاصل بالكمامات ومواد التعقيم، وكانت استجابته سريعة، فأنشأ لهذه الغاية مصنعًا في المنية يقوم بتصنيع الكمامات الطبية بالمواصفات المطلوبة، ما أدى إلى تشغيل يد عاملة وفتح فرص عمل وتحريك العجلة الإقتصادية من جهة، ومن جهة أخرى فقد استفادت الكثير من المؤسسات والمستشفيات والمراكز الطبية والقرى والبلدات بآلاف الكمامات التي تم توزيعها مجانًا على الناس. تجدر الإشارة إلى أنه يجري إعداد دراسات جدوى إقتصادية لتنفيذ سلسلة مشاريع من قَبيل مصنع الكمامات، وهدفها الأساسي خلق فرص عمل وتطوير المنطقة.

جديد المشاريع
وفي جديد المشاريع التنموية الإستثمارية التي من المنتظر أن تشكّل أداة إضافية للنهوض المجتمعي، إضافة إلى “الميرادور 2″، المشروع الزراعي الضخم والأول من نوعه في لبنان، وهو عبارة عن مجموعة من مزارع الماعز لتصدير الجبنة إلى أوروبا بالإضافة إلى الأجبان والألبان وكل مشتقات الحليب. كما سيتم زرع  3300 شجرة “أفوكادو” ومعمل للتوضيب والتصدير؛ بالإضافة إلى زراعة 50 ألف متر من نبتة “اللافندر” المعروف زيته بأنه أحد أكثر أنواع الزيوت العطرية شيوعًا، إلى جانب معمل للزيوت العطرية من أجل تصدير العطور التي تستخرج منها.

القرية السياحية:
أما القرية السياحية فهي ستشمل بناء 15 بيت على الطراز القروي القديم مع ساحاتها؛ حيث ستتجسّد فيها الأجواء القروية القديمة بسحرها وجمالها وألقها. وسيتم أيضًا إنشاء مبنى للمختبرات ومركز  بيطري وقاعات للمؤتمرات التي تعنى بتوعية المزارع على الطرق والأساليب والتقنيات الحديثة في الزراعة وتربية المواشي، بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة العربية. ولأن مربّي المواشي يعانون هذه الأيام من استيراد الأعلاف بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، سيتم إنشاء معمل لإنتاج الأعلاف، وجميع هذه المشاريع سيشرف عليها إدارييون وعمال من أهل الخبرة والإختصاص. وستكون أوروبا ودول الخليج الوجهتين الأساسيتين لتصدير الإنتاج ومن المتوقع أن تؤمن سلسلة المشاريع هذه أكثر من 400 فرصة عمل لأهالي المنطقة.

ولأن أحمد علم الدين يعشق طبيعة منطقته ويسعى دائمًا إلى تعزيز دورها في التنمية، ولأنه يريد أن يجعل من المنية والجوار رافعة إقتصادية حقيقية للوطن؛ تأتي سلسلة المشاريع الآنفة الشكر لتنقل المنية والشمال من مكان إلى آخر، وتجعل من هذه المناطق أنموذجًا يحتذى في مجال التطور والتقدم على جميع المستويات. كل ذلك يحصل بصمت وبدون ضجيج. فبينما ترتفع الأصوات ويعلو الجدل بين معظم الأطراف ولا نرى طحنًا، يستمر أحمد علم الدين ببناء المشاريع مشروعًا تلو المشروع إيمانًا منه بأن النهوض بالمنطقة يحتاج إلى جهود أبنائها ومبادراتهم لتعويض الغياب الحاصل من قبل الدولة ومؤسساتها.

Post Author: mayez obeid

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *