خطوة مسؤولة لرئيس بلدية ببنين – العبدة في زمن التخلّي عن المسؤوليات

 

أثناء مروري المعتاد في بلدة ببنين وككل يوم وأنا أسلك عبرها طريقي من منزلي في برقايل إلى باقي المناطق، لمحت صدفة رئيس بلدية “ببنين – العبدة” الدكتور كفاح الكسّار، يقف على شاحنة جمع النفايات في شوارع البلدة وإلى جانبه عمال النظافة في بلديته. ولدى وصول الشاحنة تلك إلى أحد المستوعبات كان ينزل الكسّار مع العمال ويقومون بتفريغ النفايات الموجودة فيه في داخل الشاحنة ثم تنطلق  في رحلتها وهي تتنقل من مستوعب لآخر.
استوقفني هذا المشهد في النهاية، فترجلت من سيارتي وألقيت التحية على الكسار والعمال والتقط لهم بعض الصور.

لم يشأ الدكتور كفاح الإدلاء بأي تصريح، ولكن قال لي بضع كلمات قلائل في العدد، كبار في الدلائل والمعاني. قال لي:”أنا أشارك هؤلاء العمال عملهم لأنهم يستحقون كل تقدير واحترام”. بالمقابل “لم يخف عمال النظافة في بلدية ببنين فرحتهم بوجود رئيس بلديتهم إلى جانبهم.. كان ذلك ظاهرًا على وجوههم”، أخبروني وقالوا:”الله يطول بعمر الدكتور كفاح.. هيدا أخونا وحبيبنا”.

الخطوة الملفتة تلك، لاقت استحسان الأهالي، الذين تجمّعوا إلى جانب الدكتور كفاح في ساحة البلدة، كما لاقت إعجابهم بهذا السلوك الراقي من رئيس البلدية لكونها خطوة تحمل أعلى درجات الشعور بالواجب والمسؤولية، وهم يشاهدون رئيس البلدية يتنقل في شاحنة جمع النفايات في أحياء البلدة، ويساعدهم بالعمل يدًا بيد.

من الجدير بالذكر أن رئيس بلدية ببنين قد كرر هذه الخطوة أكثر من مرة، لكنني شخصيًا، أشاهد هذه اللفتة الجميلة لأول مرة، ولا أستطيع إلا أن أضعها في المرتبة الذهبية للشعور بالناس والطبقات الكادحة وأن أصنّفها في مرتبة الشرف للشعور بالمسؤولية والحسّ الإنساني والأخلاقي وأداء الواجب بعناية. صحيحٌ أن هؤلاء العمال يمرون بأصعب الظروف في الفترة الراهنة، إلا أن مثل هذه الخطوة المسؤولة تجعل الصعاب تهون بالتعاون والتضامن بين الجميع، وبالأخص من هم في موقع المسؤولية.

Post Author: mayez obeid

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *