لا شك أن تعليق الرئيس سعد الحريري للعمل السياسي هو وتياره قد خلط الكثير من الأوراق، لكنّه في نفس الوقت؛ شرّع الساحة السنّية الداخلية على احتمالات شتى وتساؤلات كبرى. من هذه التساؤلات أو أهمها: هل باتت الساحة السنية في فراغ حقيقي؟ وما هو حجم هذا الفراغ؟ ومن سيعوّض هذا الدور السياسي الوطني المفقود الذي لعبه تيار المستقبل وسعد الحريري لأكثر من 15 سنة؟.
من هذه القوى الإسلامية على الساحة السنية من كان حليفًا للحريري في مراحل ما أو على خط المواجهة في مراحل أخرى. وعلى الساحة العكارية يبرز في مقدمة هذه القوى على الصعيد السياسي النائب السابق خالد الضاهر والجماعة الإسلامية في عكار، بالإضافة إلى الجمعيات والهيئات والفاعليات الإسلامية. ثمة حراك لهذه القوى على الأرض باتجاه تبلور توجه إنتخابي لها، ولكن هل من مصلحة هذه القوى أن تخوض الإنتخابات متفرقة ومتواجهة بلوائح مختلفة؟ أم من مصلحتها أن تجتمع مع بعضها وتوحّد قواها بمرشح واحد بما يضمن وصول هذا المرشح؟.
أما من سيكون المرشّح الذي سيتم التوافق عليه، فهذا يترك لاستطلاعات الرأي والقاعدة الشعبية التي بإمكانها وحدها تحديد الهوية.
كما من المشروع السؤال أيضًا، هل أن اعتكاف الحريري سيكون عامل إحباط لدى أهل السنّة، ويؤدي إلى ما يشبه المقاطعة المسيحية في العام 92؟ أم سيكون لدار الفتوى موقف وتوجيه آخر في هذا السياق؟ أم سيترك الخيار للناخب السني ليعبّر عن رأيه بكل مرشح، مقيِّمًا تجاربه وحضوره، ورؤيته للمرحلة المقبلة؟. وما هو دور الناخب العكاري ومدى وعيه وشعوره بالمسؤولية لاختياره الأفضل؟ وأي معايير يضعها للمرشحين ويختار على أساسها؟.
والمسلمون السنّة وهم المكون الأكبر لاسيما في عكار، هل يتجهون لاستنهاض الهمم والوحدة أم إلى التشرذم والإحباط؟.. الأيام المقبلة ستجيب عن كل هذه التساؤلات.
