مأساة كبيرة يعيشها أهالي الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا تشبه مأساة أبنائهم المتواجدين الآن هناك، بسبب ما يجري من معارك بعد اجتياح روسيا لأوكرانيا والحرب الدائرة.
خوف الأهالي على أبنائهم يتأتّى من الواقع الصعب الذي يعيشونه هذه الفترة، في وقت لا تبدي السلطات اللبنانية أي اهتمام جدي بالعمل على إجلاء رعاياها من هناك. وبحسب معلومات متوافرة، فإن ما يقارب 4000 لبناني متواجدون في أوكرانيا بين طلاب وأشخاص
يعملون هناك.
إعتصام ساحة النور:
وللغاية، اعتصم أمس عدد من أهالي الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا، عند ساحة عبدالحميد كرامي (النور) في طرابلس للمطالبة بإنقاذ أبنائهم من مأزق الحرب التي تدور بين روسيا واوكرانيا. وناشدوا المجتمع الدولي إنقاذ أبنائهم بعدما فقدوا الأمل من مناشدة الدولة اللبنانية التي لا تبدي أي نية أو جدية بالعمل بحسب ما أشاروا.
الطلاب يستغيثون:
في هذا الصدد كشف رئيس بلدية “ببنين – العبدة” الدكتور كفاح الكسّار عن عشرات الإتصالات ونداءات الإستغاثة التي وردته من طلاب لبنانيين في “أوكرانيا” يتخوّفون على مصيرهم ومستقبلهم من الحرب الدائرة هناك.
وأعرب الدكتور الكسّار عن أسفه لعدم تحرك الحكومة والمسؤولين اللبنانيين حتى اللحظة لإجلاء اللبنانيين من أوكرانيا، فالموقف اللبناني الرسمي الضعيف لا يمكن تبريره، في وقت كان من المفترض أن يتم إنشاء غرفة عمليات لمتابعة هذا الأمر منذ اللحظة الأولى.
وتساءل الدكتور الكسّار “أيُعقل أن يُترك أبناؤنا وفلذات أكبادنا هكذا وألا يشعر بهم أحد؟ لماذا كل هذا الصمت؟ ولماذا يتصرّف المسؤولون اللبنانييون وكأن الأمر لا يعنيهم؟”.
وشدد الدكتور الكسّار على ضرورة التحرك الرسمي “لإجلاء الطلاب رحمة بأهلهم وذويهم ولتخفيف عبء الدولار الطالبي عن كاهلهم ولأن هؤلاء الطلاب هم مستقبل هذا الوطن والتضحية بهم هي التضحية بالوطن ومستقبله”.
كما دعا الدكتور الكسّار إلى مبادرة إنسانية من الميسورين “تقوم على تقديممنح عاجلة لضمان مستقبل هؤلاء الطلاب وسنتهم الدراسية في جامعات لبنان كما دعا الجامعات إلى التجاوب السريع مع مطلب إيجاد مقاعد دراسية لهؤلاء الطلاب إذ لا يجب أن تغصّ جامعاتنا ببضعة آلاف شرّدتهم الظروف الإقتصادية الصعبة خارج بلدهم”.
بدوره رأى الدكتور ربيع الصمد أن الأزمة كبيرة وهناك عدد لا بأس به من الطلاب والرعايا اللبنانيين في أوكرانيا وإلى جانب ما كانوا يعانونه من أزمة الدولار الطالبي والأزمة الإقتصادية في لبنان التي أثرت على أوضاعهم هناك.
كما أشار الصمد إلى أنه إذا كان من الممكن أن ترعى الدولة نوع من تحويل الطلاب إلى جامعات مدن بيلاروسيا أو غيرها ذات النظام التعليمي الشبيه بنظام أوكرانيا إذا لم يكن الأمر متاح في لبنان لأن الحفاظ على السنة الدراسية أيضًا أمر مهم وواجب.
