الإنتخابات المعضلة.. وحاجز الخوف بين المرشّح والناس

الحماسة الإنتخابية.. حكاية افتقدناها هذه الدورة في كل مناطق الشمال تقريبًا وبالأخص في عكّار وطرابلس. من عكار إلى طرابلس والعكس، لا صورة انتخابية أو لافتة تذكر، وتكاد تبحث عنها بالسراج والفتيل فلا تجدها.. ما السالفة؟.

لعلها أغرب إنتخابات تمر على لبنان. لا حماسة فيها ولا اهتمام شعبي. لا أموال تدفع على غرار باقي الإنتخابات بالرغم من كثرة الضجيج حول هذا السلاح الإنتخابي، وكل ما يحصل جعجعة بلا طحين. لا شعبية أو شعب حول أي من المرشحين. لا مهرجانات إنتخابية طنانة رنانة بعشرات بل بمئات السيارات. ونحن على مقربة الشهر ويزيد بأيام من الإستحقاق، أضخم مهرجان أقيم حتى الآن لم يجمع أكثر من مئة شخص. حتى من يظنه البعض أنه الأكثر “بلدوزرية” شعبية تراه في قرارة نفسه الأكثر خوفًا من الآتي في الصناديق.

 

الشوارع والطرقات خالية من الدعاية المعتادة. دخل الفايسبوك بقوة على الخط واحتل الصدارة بهذا الحدث. كل المرشحين يعلنون عن أنفسهم فايسبوكيًا. يتلقّون سيل النقد والإنتقاد، ولم يتجرأ أي منهم على دخول معترك الطرقات الوعرة والبيوت المقفلة على أصحابها من دون كهرباء أو زاد لأنهم باختصار لا يعرفون بما سيجاوبون إذا سئلوا.. حتى الزفت الإنتخابي افتقدته طرقنا هذه المرة وهو سلاح إنتخابي من العيار الثقيل لو أنه وُجد لكان الآن وقت وقته.

 

أغلبية الناس يقولون “ما رح ننتخب بدون ما نستفيد”.. والسبب في هذا المنحى أن الناس قد خبرت السياسيين ووعودهم لدورات ودروات وكلها وعود بلا نتيجة.. حتى جرّدوا المواطن من كل شيء حتى من ثيابه. وأمام هذه المعضلة، تسلل الخوف كثيرًا إلى نفوس المرشحين. من أراد أن يدفع ضرب المكابح خوفًا من أن يدفع ويندم ومن لم يكن في حسبانه أن الإنتخابات ستكون بأساسها مالية “بيور” زادت مخاوفه أكثر. كثرة المرشحين واللوائح لا تعني أن الناس في حماس من أمرها. هو حماس المرشحين الذي يسابق الزمن لكن الناس في وادي همومها.

ثمة مرشحون هذه الأيام يمتلكون ترسانات مالية ضخمة لا تهزها إنهيارات. لكنهم غير مستعدين لدفع مبالغ إذا لم يحصلوا على ضمانات بالتفضيلي. والمواطن لن يعطي ضماناته حتى ولو حصل على مبالغ. إنها معضلة حقيقية أمام المرشحين في كيفية إقناع الناس حتى بالمال كسلاح، ورغم أهميته لكنه لم يعد قادرًا على حسم المواقف والخيارات. إنها الإنتخابات المعضلة. صوت الناس فيها محيّر أما المحيّر أكثر فهو أين ستتجه الأصوات إذا نزلت الصناديق؟ ولمن؟ وهل ستكون قلة الحماسة مؤشر على انخفاض نسبة الإقتراع؟ وعندما تتدنى نسبة الإقتراع وتتشتت الأصوات على عدة لوائح، فمن الصعب من الآن أن تتوقع من سيفوز أو من سيخسر!!.

Post Author: mayez obeid

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *