“الأزرق” يؤسس للمرحلة المقبلة: همّة الشباب وأصحاب الفكر ونهج الحريري

تركت خطوة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بتعليق العمل السياسي علامات استفهام كبيرة، لعل أبرزها كان: ما هي الخطوة التالية؟.

على أن الخطوة التالية والإجابة على سؤال ماذا بعد لا زالت قيد القراءة بتمعّن، إلا أن بعضًا من ملامح المرحلة المقبلة ربما بدأ يتضح. فالحريري بالتأكيد قال: علّقت العمل السياسي ولم يقل أنهيت العمل السياسي. وتعليق العمل السياسي هو إلى حين، ولا يمكن أن يقدّر هذا الحين بالحد الزمني إلا سعد الحريري نفسه. لكن الحريري في نفس الوقت أشار بأنه لن يخرج من العمل الوطني والتواصل مع الناس بالمعنى الفعلي للعبارة. ولعل هذا الشق هو الأهم الآن وسيكون الشغل الشاغل للجميع عندما تنجلي غبار المعركة الإنتخابية. ففي وقت ينحصر اهتمام المرشحين ومن حولهم بالإنتخابات وشؤونها وشجونها، ويسهر الخلق جراءها ويختصمون، تبدو قاعدة تيار المستقبل تنام ملء جفونها عن شواردها، والعين شاخصة على التشبيك مع الفاعليات المناطقية، ذات الحيثية، ممن يملكون رؤية إنقاذية حقيقية تؤسس لمشروع وطني، يحمل روح الشباب الخلّاق والمبدع.

كلٌ منا يستطيع أن ينظر إلى سعد الحريري بالسياسة من منظاره الخاص، لكنّ أحدًا لا يمكنه أن ينكر أهمية هذه الشخصية كمحور وطني يُجمع الجميع على اعتداله وانفتاحه وقدرته على الإلتقاء مع كل الأطراف لصياغة مشروع وطني عريض على مساحة الوطن. غياب الحريري عن المشهد الإنتخابي أربك الساحة السياسية بلا شك ولكنه من ناحية أخرى أحدث صدمة بالمعنى السياسي، جعلت الكل يفكر بأن هناك ضرورة وطنية ليلتقي الجميع حول خطاب وطني جامع عماده الشباب والشابات وطموحاتهم وطاقاتهم، لبناء لبنان جديد فيه لكل هذه الأحلام والطموحات مرتكز. هذا تمامًا ما أشار إليه البروفسور خالد الخير مدير كلية والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية خلال مداخلته في الإفطار الذي أقامه الدكتور سامر حدارة مؤخرًا. وما يلفت في نفس المناسبة أيضًا ما أدلى به النائب السابق نضال طعمة والشيخ الدكتور زيد الكيلاني كقيمتين سياسية ودينية من النسيج العكاري. حيث التقيا في معرض قراءة الواقع السياسي الحالي عند أهمية وجود شخص مثل سعد الحريري في المعادلة الوطنية، في هذه المرحلة أو المرحلة المقبلة، كونه الوحيد القادر أن يؤسس بما يملك من حضور وطني، لشراكة فعلية بين المواطن والدولة ويعيد الثقة إلى هذه العلاقة. لأنه بدونها لا يمكن أن نبني وطنًا على قدر أحلامنا.

في الحقيقة يمكن أن نستشفّ من بعض النشاطات التي تحصل ولو ببطء ولكن بتأنٍّ ودراسة، أن التيار الأزرق ينطلق نحو مرحلة جديدة، يؤسس فيها لشراكة حقيقية مع شباب لبنان وشاباته، مستفيدًا من خبرة الكبار ومعتمدًا على طاقة الجيل الجديد وفكره. وبهذا الدمج والتشبيك الذي يجري الإعداد له على أرض صلبة، يمكن أن نؤسس لمرحلة جديدة يشعر فيها الجميع بأنهم شركاء في صنع القرار، يتقاسمون المسؤوليات والمهام ويحصدون النتائج والإنجازات.

وللحديث صلة

Post Author: mayez obeid

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *